(المنطلقات الفكرية للمجتمع المدني (الغرب والإسلام
Abstract
أجري هذا البحث حول موضوع المنطلقات الفكرية للمجتمع المدني )الغرب والإسلام( واحتوى البحث على منهجية البحث وأربعة فصول وخاتمة ونتائج وتوصيات والإحالات المرجعية. تناول الفصل الاول المجتمع المدني والمفهوم والمصطلح "التعريف"، وتناول الفصل الثاني الإطار النظري والمنطلقات الفكرية للمجتمع المدني، أما الفصل الثالث فتعرض لأنماط ونماذج منظمات المجتمع المدني وأنشطتها، فيما تناول الفصل الرابع التنظيم المدني والنظام الاجتماعي في الإسلام. خلص البحث إلى أن الفكر الغربي يطرح فكرة المجتمع المدني على أسس مادية متعلقة بالمادة والعقل والتخلف، وهي فلسفة وأفكار قائمة على الواقع المادي وبعيدة كل البعد عن الغيب، في حين أن الإسلام يعرض فكرة وفلسفة المجتمع المدني المتكامل القائم على التوحيد والإيمان. وأن المجتمع المدني تنظيم مؤسسي ومهني وطوعي يعد مجالاً موازياً للدولة ولا يحل محلها، وهي مؤسسات تقيم كافة أشكال التعريفات السياسية التي يبادر بها المواطن إلى مستوى التنظيم المجتمعي الحديث الذي يمثل الأحزاب السياسية وجمعيات حقوق الإنسان وغيرها من الأشكال التنظيمية التي تعمل على التأثير في رسم السياسات العامة، وأن العمل الأساسي لمنظمات المجتمع المدني يكمن في تغليب مصلحة الجماعة ونفعها وبشكل خاص في عملية التنظيمات التشريعية. كما خلص البحث كذلك إلى أن الإطار الفلسفي والنظري لمنظمات المجتمع المدني في الغرب يقوم على أسس فلسفية نابعة من تأثير الصراع الديني في الكنيسة، بينما المنطلقات الفكرية في الإسلام مستمدة من القرآن والسنة، إذ أن االسلام يولي المجتمع المدني فكرة واسعة ونيرة وشامله تقوم على الكلية بعكس ما هو قائم في الفلسفة الغربية، ومن أهم ما خلص إليه البحث كذلك أن منظمات المجتمع المدني تلعب دوراً كبيراً في التصدي للفساد والحد من انتشار الأسلحة النووية وحملات بناء السدود الكبيرة ومكافحة وحظر الألغام ونزع السلاح ونشر ثقافة السلام وبناء الديمقراطية ومراقبة حقوق الإنسان. توصل البحث إلى أن بعض منظمات المجتمع المدني تمارس بعض الأجندة الخفية التي تعبر عن مصالحها، بغض النظر عن مطلوبات وحاجات المجتمع الذي تمارس فيه نشاطها، مما يؤدي إلى تناقض أدوارها مع واقع المجتمع، إذ تتصدر الأجندة الخاصة بمنظمات المجتمع المدني أولوية في أطرها ومنطلقاتها الفكرية وممارستها لأنشطتها وتقوم هذه الأجندة على المهام الإنسانية التي من أجلها ابتدعت فكرة منظمات المجتمع المدني. أما بالنسبة لمنظمات المجتمع المدني في الدول الإسلامية والعربية فقد توصل البحث إلى أنها تحتاج إلى المزيد من الرؤية التفصيلية لتتواكب مع التطورالتكنولوجي والأدبيات السياسية المعاصرة في الفلسفة السياسية في الإسلام.