IJTIHAD HAKIM

Abstract

الأيام تمر والمشاكل في هذه الدنيا تتجدد، فما من يوم إلا وحدثت فيه مشكلة بل مشاكل. والشاهد على ذلك تلك المحكمات التي امتلئت بالناس الذين يقدمون إليها قضاياهم ومشاكلهم الأسرية أو الاجتماعية. وهذا مما يؤكد أهمية المحكمات، حيث إن الناس يفزعون إليها ليجدوا قرارا يعجز الخصم عن معارضته. والحاكم ينبغي أن يكون من أهل الاجتهاد، لأنه قد يعرض الناس عليه مسائل لم يجد حكمها مكتوبا في القرآن العظيم ولا في السنة النبوية بعينه. فإذا واجه مثل هذه الحالة، كان الاجتهاد في تقرير الحكم سبيلا إلى حل تلك المسائل. ولا يلام الحاكم المجتهد إذا أخطأ في اجتهاده، لأنه قد ثبت الإذن له بالاجتهاد من النبي صلى الله عليه وسلم، بل إنه عليه الصلاة والسلام قد أخبرنا أن الحاكم المجتهد يثاب أجرا واحدا إذا أخطأ. ومما يجب أن يتنبه عليه الحاكم أنه إذا عرض عليه قضاء فلا يجوز له أن يقضيه وهو في حالة اضطراب النفس، كأن يكون في الغضب الشديد، أو الجوع الشديد أو غيرهما مما يحصل به اضطراب النفس. لأن اضطراب النفس يؤدي إلى تشعب الفكر ونقصان الوعي وانتفاء الانصاف كثيرا، فيقضي وهو على غير وعي.