أثر المنهج الفاسد في حدوث البدعة في نظر علماء الشافعية
Abstract
البدعة: كل ما أحدث في الدين مما يخالف الكتاب والسنة والإجماع وما كان عليه سلف الأمة وقواعد الشريعة سواء كان في الاعتقادات أو العبادات". وقد وردت النصوص الكثيرة من الكتاب والسنة في النهي عن الابتداع والتحذير منه، ومع ذلك قد وقعت البدعة في الأمة وانتشرت بين الناس سواء كان في العقيدة أو العبادة، وما أحدثت تلك البدع صدفة دون سبب، بل هناك أسباب كثيرة أدت إلى ظهور البدع وانتشارها، ومن أخطرها وأعظمها فساد في المنهج ، كما ذكر ذلك علماء الشافعية وغيرهم، ويراد بالمنهج هنا هو الطريق الذي يُسلك في العلم والعمل والتلقي والاستدلال، إذًا كيف أثر المنهج الفاسد والمصادر الباطلة في حدوث البدع وانتشارها بين الناس؟ فهذا البحث المتواضع يتناول الجواب عن هذا السؤال وذلك من خلال أقوال علماء الشافعية. وقسمته إلى مقدمة تشتمل على خلفية البحث وتحديد المسألة ومنهج البحث، ثم موضوع البحث ويشتمل على تعريف البدعة لغة واصطلاحا، وأثر المنهج الفاسد والمصادر الباطلة في حدوث البدع في نظر علماء الشافعية، ثم الخاتمة وفيها ذكر نتائج البحث. وهذا البحث يُعدُّ من البحوث المكتبية التي تعتمد على المنهج الكمي (Kuantitatif) الذي يقوم بجمع أقوال علماء الشافعية من بطون مؤلفاتهم المتعلقة بهذه المسألة، وأما ما يتعلق بعرض البيانان وتقريب المعلومات للوصول إلى نتائج البحث فيستخدم المنهج الوصفي (Deskriptif) والاستقرائي (Dedukatif) وتحليل المحتوى (Analisa isi). ومن خلال دراسة أقوال هؤلاء العلماء واستقرائها وتحليلها يتبين أن المنهج الفاسد يشمل جميع الطرق الباطلة والمصادر النابتة المخالفة للقرآن والسنة ومنهج سلف الأمة في العلم والعمل والتلقي والاستدلال، وأن ذلك له أثر بالغ في حدوث البدع والمحدثات، ويمكن تلخيص ذاك المنهج الفاسد في النقاط التالية: 1) تقديم العقل على النقل والاعتماد عليه في بناء الأحكام الشرعية، ويدخل في هذا الاعتماد على الرأي المجرد والقياس الفاسد، 2) الاعتماد على الإلهام أو الكشف أو الرؤيا المنامية أو الحكايات ونحوها، 3) والتمسك بالنصوص العامة دون النظر إلى بيان الرسول صلى الله عليه وسلم بفعله وتركه، 4) واتباع الهوى، 5) واتباع العوائد، 6) والتقليد والتعصب، 7) والغلو والتكلف في الدين، 8) ورد بدعة ببدعة أو مقابلة باطل بباطل.