وفي عصرنا الحاضر كثر انتشار اتهامات وادعايات على أهل الإسلام على وجه العموم وعلى أهل السنة والجماعة بصفة خاصة حتى انتقلبت الموازين عند بعض الناس فيرمي أهل الحق بأباطيل وينتسب إلى أهل الحق من ليس منهم. فأثرت تلك الاتهامات على عقول الناس حتى أذي بسببه كثير ممن كان على الحق والسنة في البلدان المختلفة. ومن أشنع الاتهانات هو القول بأن مذهب الخوارج نبت ونشأ من مذهب أهل السنة والجماعة ومن هنا لابد من تهجيرهم والتحذير منهم. وهو لا يدري أن مذهب أهل السنة والجماعة يخالف مذهب الخوارج كالاختلاف بين الشرق والغرب وبين الليل والنهار، وأن بين المذهبين فرقا شاسعاً. ويسير الباحث على المنهج الكمي الاستقرائي الوصفي، ويختصر على أبرز الأصول التي خالف فيها الخوارج أهل السنة والجماعة . ويتناول الباحث كل مبحث أو مطالب بإيجاز سواء في طرح المسألة أو في ذكر الأدلة. واجتهد الباحث في كل مبحث بذكر قول شيخ الإسلام ابن تيمية والإمام محمد بن عبد الوهاب على وجه الخصوص تبرئة لهما عمّا نسب إليهما من فكر الغلو والتطرف. وفي نهاية البحث توصل الباحث إلى أهم المتائج؛ إن من أعظم الأسباب التي تؤدي إلى الغلو والتطرف البعد عن العقيدة السلفية والمنهج السلفي، وأن المخرج الصحيح للتخلص من فكرة الغلو والتطرف محصور باتباع منهج السلف عقيدة وعلماً وعملاً وسلوكاً ودعوة.