مفاسد البدعة وعواقبها السيئة في نظر علماء الشافعية

Abstract

قد وردت النصوص الكثيرة من الكتاب والسنة في النهي عن الابتداع والتحذير منه، وذلك لما يترتب عليه من  المضار العظيمة والمفاسد الكثيرة التي لا تُعدُّ ولا تُحصى، كيف لا، والبدعة بريد الكفر، وهي لا تأتي بخير، لأنها كلها ضلالة وشرٌّ، بل هي أصل كل شرٍّ وبلاء وفتنة؛ وليس هناك ذنبٌ –بعد الشرك بالله- اُبتلي به المرءُ في دينه أخطر من البدعة واتباع الأهواء، وذلك لما يعود على صاحبها من عواقب سيئة في الدنيا والآخرة. إذًا ما هي مضار الابتداع ومفاسده في الدين، وعواقبه الوخيمة على صاحبه في الدنيا والآخرة؟ فهذا البحث المتواضع محاولة في الجواب عن هذا السؤال وذلك من خلال نظر علماء الشافعية. وهو يُعدُّ من البحوث المكتبية التي تعتمد على المنهج الكمي (Kuantitatif) الذي يقوم بجمع أقوال علماء الشافعية من بطون مؤلفاتهم المتعلقة بهذه المسألة، وأما ما يتعلق بعرض البيانان وتقريب المعلومات للوصول إلى نتائج البحث فيستخدم المنهج الوصفي (Deskriptif) والاستقرائي  (Dedukatif) وتحليل المحتوى (Analisa isi). ومن خلال دراسة أقوال هؤلاء العلماء واستقرائها وتحليلها يمكن تلخيص مضار الابتداع وعواقبه السيئة في النقاط التالية: 1) الابتداع استدراك على الله تعالى وعلى رسوله، وأنه قول على الله بلا علم، وأنه إماتة للسنة وإقصاء لها، وسبب لغضب الله والذل والخزي في الدنيا والآخرة، 2) البدعة سبب للفرقة والاختلاف والتباغض، وهي أشد  ضررا من المعصية، وأن صاحبها قلما يوفق للتوبة، وهي تورث الشك والحيرة، 3) عدم قبول عمل صاحب البدعة، وأنه يفوته خير كثير، وأن البدعة تجر إلى ما هو أسوأ منها، 4) المبتدع تجوز غيبته كالفاسق تحذيرا للأمة، 5) بغض المبتدعة للسنة وكراهتهم لأهلها، 6) المبتدع ملعون وأنه يحمل وزره ووزر من تبعه إلى يوم القيامة، 7) عدم قبول شهادة المبتدع الداعية، 8) صاحب البدعة لا يرد حوض النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة.