معالم الوسطية عند الأئمة الأربعة وتحقيقهم لها

Abstract

الوسطية من أعظم نعم الله على هذه الأمة المحمدية، وهي بمعانيها الثلاثة: العدالة والخيرية والبينية تدل على شرف هذه الأمة وعلو مكانتها بين الأمم، وأن أول الناس دخولا في هذا الوصف من هذه الأمة هم أهل السنة والجماعة، وهذه الوسطية شملت جميع جوانب الحياة: علما وعملا وسلوكا ودعوة وغير ذلك. وقد حرص أئمة الإسلام على بيان مفهوم الوسطية ومعالمها وتحقيقها واقعيًّا في حياة المسلمين، ومن هؤلاء الأعلام: الأئمة الأربعة (أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد). وهذا البحث إبراز لجهودهم المباركة في بيان ذلك، وأن حياتهم العلمية والعملية والسلوكية والدعوية كلها في الحقيقة أمثل النماذج لفهم الوسطية فهمًا صحيحًا وبيان معالمها بيانًا واضحًا وتحقيقها تحقيقًا عمليًّا. وهو من البحوث المكتبية القائمة على المنهج الكمي الاستقرائي التحليلي. ويُستخلص من خلال البحث أن المفهوم الشامل الكامل للوسطية هو سبيل وحيد لجمع كلمة المسلمين وتوحيد صفوفهم، والعودة بهم إلى جادة الحق والعزة والتمكين في الأرض، وأن من المعالم والملامح التي تظهر من خلالها وسطية أهل السنة، الفرقة الناجية بين فرق الأمة ما يلي: 1) التمسك بالكتاب والسنة وترك البدعة، 2) اتباع السلف الصالح في فهم الدين والعمل به، 4) ضرورة الجمع بين العلم النافع والعمل الصالح، 4) ترك التعصب والتقليد، 5) حكم مرتكب الكبيرة، وأنه لا يكفر إلا إذا توفرت فيه الشروط وانتفت الموانع، 6) ومعاملة الحكام، وأنه يجب السمع والطاعة لولي الأمر في المعروف والصبر على جورهم وعدم الخروج عليه. وأن فهم هذه الأمور والتزامها في تلقي الدين والعمل به والدعوة إليه من أكبر أسباب السلامة والوقاية من الغلو والتطرف وأنفع الوسائل لمكافحتهما.