Ibn ‘Āshūr's view on the Qur’ānic Methodology in Human and Civilization Development in His Book Al-Taḥrīr wa Tanwīr: A Thematic Study
Abstract
يهدف هذا البحث إلى بيان نظرة ابن عاشور للمنهج القرآني في بناء الإنسان والحضارة من خلال تفسيره التحرير والتنوير وذلك من خلال دراسة موضوعية. تتمثل مشكلة البحث في أن ابن عاشور تطرق كثيرا إلى المنهج القرآني لبناء الإنسان والحضارة من خلال تفسيره التحرير والتنوير وذلك في مواضع متعددة من كتابه الكبير الحجم، ما يجعل الوقوف على نظرة ابن عاشور بصورة كلية ومتكاملة صعبا للغاية، ومن هنا كانت الحاجة ملحة إلى استنباطها وبيانها. هذا البحث مهم لأنه يتناول موضوع البناء القرآني للإنسان والحضارة عند أحد أبرز المفسرين المعاصرين الذين يهتمون بقضايا الإصلاح ونهضة الأمة وهو ابن عاشور رحمه الله تعالى، ومعلوم أن الحديث عن منهج القرآن الكريم في البناء يعتبر غاية في الأهمية، فمن خلاله يتم بناء الإنسان على أسس سليمة ما يجعله مؤهلا لتحمل أعباء الخلافة في الأرض. اعتمد الباحث في هذا البحث المنهج الاستقرائي لجمع النصوص التفسيرية من خلال التحرير والتنوير المتعلقة بمنهج القرآن الكريم في البناء، كما اعتمد الباحث على المنهج التحليلي والوصفي لتحليل تلك النصوص التي تم جمعها واستنباط نظرة ابن عاشور للمنهج القرآني للبناء الإنساني والحضاري. ومن أهم النتائج التي توصل إليها الباحث في بحثه هذا: أن بناء الإنسان والحضارة هو مقصد القرآن الكريم ووظيفته الجوهرية، أن من شرط نجاح عملية البناء في المنهج القرآني مرهون باستعداد المتلقي وقابليته، أنّ عملية البناء الإنساني والحضاري تمر على مستوياتٍ ومراحلَ، وأنّ من أهمّ أركان المنهج القرآني في بناء الإنسان والحضارة حراسة ذلك البناء وحمايته من المفسدات والمعوقات التي تنقضه وتهدمه، أنّ المنهج القرآني في البناء الإنساني والحضاري شديد الارتباط بالفطرة وهذا سرّ تميزه وتفوّقه ونجاحه.