AL-MANHAJ WA MUSYKILAT AL-MUJTAMA'

Abstract

منهج تعريفه هو مجموع الخبرات التعليمية المباشرة وغير المباشرة التي يعدها المجتمع لتربية الأفراد وإعدادهم في ضوء ظروف البيئة الاجتماعية، وما يهدف تحقيقه من آمال وإنجازات مستقبلة. ويتوقف تنفيذ المنهج ونجاحه على المعلم، وعلى الأساليب والأنشطة التي يتطلع إليها المجتمع كما تمثلت في المنهج، وحتى يقوم المعلم بدوره على خير وجه فلا بد له من التعرف إلى ماهية المناهج وأسالبها. من هنا تبرز الحاجة إلى دراسة مساق المناهج في برامج إعداد المعلمين في الجامعات والكليات الخاصة بإعداد المعلمين والكليات الجامعية المتوسطة. والمجتمع هو مكان لتحقيق المنهج المقرر. لا يظل المجتمع على حالة واحدة وإنما يتغير باستمرار في نواحيه الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. ويحدث التغير في المجتمع حينما تتداخل عناصر جديدة في حياة الناس وهو ما يعرف باسم التغير الاجتماعي. والتغير الاجتماعي قد يكون بطيئا، وقد يكون متدرجا ويطلق عليه اسم التطور، وقد يكون سريعا يمكن إدراكه بسهولة ويطلق عليه اسم ثورة أو انقلاب أو طفرة. والتغير لا يحدث في ظواهر المجتمع بنسب واحدة، ومن الملاحظ أن العناصر المادية في التراث الاجتماعي تكون أسرع في تغيرها من العناصر المادية (أي العناصر الثقافية) وهو ما يسمى بالتخلف الثقافي. يواجه المجتمع في تطوره أو انتقاله من مرحلة إلى أخرى بعض المشكلات، وهذه المشكلات ليست كلها على نمط واحد أو من نوع معين، ويمكن تقسيم مشكلات المجتمع إلى نوعين: مشكلات بيئة تعتمد حلولها على الحقائق التي يكتشفها العلم مثل مشكلة مياه الشرب، أو قلة الدخل القومي، أو تزايد الإقبال على التعليم، أو مشكلة الطاقة، أو أزمة المواصلات أو غيرها. مشكلات فكرية أو فلسفية جدلية ناتجة عن الصراع بين القيم القديمة أو الجديدة، وهذا المشكلات تتطلب نوعا من الأحكام التي تقوم على تفضيل بعض القيم على أخرى. ومن أمثلة هذه المشكلات ما يعرف بمشكلة تحديد النسل، والاختلاط بين الجنسين، ودور المرأة في المجتمع. إن تطور المجتمع لن يتم مالم تعالج مشكلاته معالجة تقوم على التفكير السليم والتخطيط الواعي الهادف.